تنمية الذكاء عند الأطفال والقدرة على التكيف

تعتبر العقلية المتطورة عاملاً مهماً في تنمية الذكاء عند الأطفال لبناء شخصية قادرة على التكيف. وتشرح البروفيسورة كارول دويك كيف تؤثر العقلية الثابتة والعقلية المتطورة على نظرة الناس إلى ذكائهم ومقدار الجهد الذي يرغبون ببذله في أي موقف صعب يواجههم.

يثق الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية متطورة بأن أدمغتهم يمكن أن تتغير وأن بإمكانهم تعزيز ذكائهم. ويدركون من خلال بذل المزيد من الجهد أهمية أن نتعلم من أخطائنا وتجاربنا. في حين يعتقد من يمتلك عقلية ثابتة أن المهارات والمواهب والقدرات هي سماتٌ ثابتة يولد بها الشخص ولا سبيل لاكتسابها. ولا تتطور قدرات هؤلاء الأشخاص عادةً حتى لو حاولتَ مساعدتهم. وربما تسمع منهم عبارات مثل: “لستُ جيداً في الرياضيات”، بينما ينبغي أن يقولوا: “لم أكن جيداً في البداية ثم أصبحت أفضل! أو تحسّنت!”.
لقد أثبت العلم أن الدماغ يمكن أن يتغير وأن بإمكانك أن تصبح أكثر ذكاء. فمن شأن التمارين الذهنية المناسبة أن تساهم في تقوية الشبكات العصبية وبناء اتصالات جديدة بين الخلايا العصبية وبالتالي انتقال المعلومات بين الخلايا العصبية بشكل أسرع! ويمكن تحقيق ذلك من خلال حل التمارين الذهنية الصعبة والتي تحتوي على شيء من التحدي أي من خلال تعلّم أشياء جديدة.

ما أهمية هذا الأمر لتنشئة طفل قادر على التكيف؟ إن القدرة على التكيف تعني أن نتمكن من المحاولة من جديد بعد كل فشل نتعرض له. وإن تعزيز العقلية المتطورة عند الأطفال سيرسخ لديهم فكرة أن النجاح يتطلب التعامل مع الأخطاء على أنها دروس ينبغي التعلم منها وأن استمرارهم بالمحاولة بعد الفشل تجعل منهم أشخاصاً أكثر ذكاءً وهذا يلعب دوراً مهماً في تنمية الذكاء عند الأطفال. وبإدراك الأطفال لهذه الحقيقة، تتعزز لديهم الرغبة بالمحاولة من جديد بعد كل إخفاق يتعرضون له!